المنافق أخطر من الكافر ولهذا كان عذابه أشد " إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً " وقد شرط تعالى للتوبة على الكافر الانتهاء عن الكفر فقط " قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ " وأما المنافق فشرط عليه أربعاً : التوبة ، والإِصلاح ، والاعتصام ، وإِخلاص الدين له فقال " إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ " فدل على أن المنافقين شرُّ من كفر به وأولاهم بمقته ، وأبعدهم من الإِنابة إِليه ثم قال " فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ " ولم يقل فأولئك هم المؤمنون ثم قال " وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً " ولم يقل " وسوف يؤتيهم " بغضاً لهم وإِعراضاً عنهم وتفظيعاً لما كانوا عليه من عظم كفر النفاق .
والنار سبع دركات أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية وقد تسمى بعض الطبقات باسم بعض لأن لفظ النار يجمعها، كذا في البحر.