حوار بيني و بين شجرة:

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

و الآن اسمحوا لي أن أقص على حضراتكم حوارا

دار بيني و بين شجرة.

وقفة تأمل: شجرة آيلة للسقوط في جرف الوادي

لطالما كانت موئلا للطيور فلكم تغنوا من فوقها و أنا الآن

أسمع صوت اليمام و هديله.

ما الذي سأفعله لها؟

رضا: السلام عليكم أيتها الشجرة المسكينة.

الشجرة: و عليك السلام يا شاعرنا رضا.

رضا: لا زلت أذكركم لعبنا و مرحنا و نظرنا إلى الوادي

و نحن جالسون تحت ظلك الوافر. و الآن...(مطرقا رأسه).

الشجرة و هي حزينة:الآن الآن ستنفصل جذوري عن أمي

و أرضي بسبب هذا السيل الذي لا يرحم.

رضا (محاولا أن يسلي الشجرة):أتذكرين ذلك اليوم الذي

أردت أن أضع فيه الكرة داخل دائرة من جذورك إلا أنها

كانت أوسع فسقطت الكرة ووقعت في الوادي و كان سيلا

فتبعتها و وقعت أيضا كدت أغرق لو لم أتمسك بجذور و

أغصان النباتات إلى أن أنقذني الأصدقاء.

الشجرة: نعم يا رضا أنت وجدت من ينقذك من السيل وما

تتمسك به أما أنا فلست أدري........

الله وحده يستطيع إنقاذي و لكن لن نعارض القدر.

رضا: أيتها الشجرة الجميلة الباسقة تمسكي بالأمل و بكل

ذكرى جميلة فإنهما الأرض الصلبة لكل دابة على وجه هذه

البسيطة.

لقد أبان السيل عن جانب مهم من جذورك في محاولة

لاقتلاعك عن أساسك و حتى لو فعل فنحن نحبك كل من

عرفك يحبك إنس، جان، حيوان، طير الكل يحبك، جذورك

امتدت إلى قلوبنا فاسألي السيل كيف سيقتلعها؟ فهيهات

هيهات أن يقتلعها السيل.

الشجرة (باكية ضاحكة متأثرة بهذا الكلام):بارك الله فيك أخي

الغالي. إن لم يكن لي عزاء إلا هذا العزاء فإنه يقر عيني.

رضا مؤكدا: نعم يا شجرتنا العزيزة لن يستطيع السيل أن

يقتلع محبتك من قلوبنا حتى لو اقتلعك عن أمك الأرض.

رضا ( و قد مد يده يمسح عن الشجرة الدموع و العبرات و

يواسيها):سأعود لأطمئن عليك دائما.

الشجرة: طمأن الله قلبك، كنت أعرف أن محبتي لك الخاصة

دون سواك ستثمر شيئا حلوا يوما ما. أما و إنها أثمرت نفس

المحبة فأنا جد راضية أبلغ سلامي للناس في كل مكان وقل

لهم أني إذ ألامس السماء أقول للناس أني أحبهم و قل لهم إن

موعدنا الأمل أليس الأمل بقريب.

تمت بحمد الله و شكره.