ώέℓςόmê
الهواتف الجوالة قادرة على تمكين أفقر الناس في العالم
وسيلة سريعة ومأمونة وشفافة لعقد الصفقات
1.6 بليون شخص لا يملكون حسابات بنكية على مستوى العالم
~~
تفوقت الهواتف الخلوية الجوالة في انتشارها العالمي وتوسعت مجالات تغطيتها في نشر الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء وكذلك الوصول إلى الخدمات المالية.
ولهذا السبب يعتبر النقد "المال الجوال" وسيلة للتحول وتغيير مفهوم الصيرفة وعمل البنوك عالميا وتوسيع مجال الوصول إلى الائتمان والاقتراض والتأمين والادخارات المضمونة التي تمس إليها الحاجة في البلدان النامية، وذلك في وقت يسعى فيه الأفراد إلى تحسين أوضاعهم وانتشال أنفسهم من الفقر.
وقالت وكيلة وزارة الخارجية للديمقراطية والشؤون العالمية ماريا أوتيرو في المؤتمر الذي عقدته وزارة الخارجية الأمريكية بعنوان " تك آت ستيت: المال الجوال والتضمين المالي" في 2 أغسطس"، إن الانتشار السريع للهواتف الجوالة في العالم قد "غير مجرى التنمية البشرية في العالم."
ومع ذلك فهناك في الوقت نفسه نحو 1.7 مليون شخص من مستعملي الهواتف الجوالة لا يملكون حسابات بنكية. وقالت أوتيرو إنهم في الواقع "لا يزالون خارج عالم الفرص الاقتصادية المتمثلة في الوصول إلى المال."
يشار إلى أن أصحاب الأعمال والشركات الصغيرة والمزارعين وغيرهم ممن يعيشون في المناطق الريفية أو في أسفل الهرم الاجتماعي والاقتصادي بدؤوا يملكون من خلال الاتصالات الهاتفية القدرة على الاتصال والتواصل الفوري لنقل الأموال إلى الأفراد أو المؤسسات. وتوفر هذه الخدمة وسيلة سريعة ومأمونة وشفافة لعقد الصفقات.
ثم إن انتشار الهواتف الخلوية الجوالة الواسع يعني أيضا أن القلة النسبية التي لا تزال بدون هواتف لها أصدقاء أو أقارب يمكن أن يعتمدوا عليهم للغرض نفسه.
وقالت أوتيرو إن "الفرصة المالية يجب أن لا تقتصر على أولئك الذين يملكون أصولا تقليدية أو تاريخاً ائتمانيا تحترمه المصارف" مضيفة أن جهود التمويل المصغر قد أظهرت أن الفقراء جديرون بالائتمان فهم يسددون قروضهم رغم أنهم لا يملكون أصولا أو رؤوس أموال عاملة. وقد برهنوا على أنهم رواد أعمال ومتحمسون لتحقيق النجاح.
وأضافت أوتيرو أن "التمويل المصغر (أو الجزئي) أظهر كيف يشعر الرجال والنساء من ذوي الدخل المنخفض بالاحترام عندما تتاح لهم الفرصة لإدارة عمل أو إنشاء شركة واتخاذ قرارات اقتصادية أفضل بالنسبة لعائلاتهم."
وكان المؤتمر بمثابة ملتقى لخبراء المال والتكنولوجيا والتنمية وغيرهم ممن اجتمعوا لمناقشة الاستخدامات الحالية والمحتملة للمال الجوال وكيفية إيجاد الحلول للمشاكل الراهنة وتعديل النظم والقواعد بهدف تحقيق مشاركة أكبر.
وأشارت أوتيرو إلى أن وزارة الخارجية ووزارة المالية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية يمكن أن تلعب معا دورا في توسيع الخدمات المالية الجوالة في العالم بصفتها راعية لكيانات حكومية وهيئات تجارية وغير ربحية وبالعمل مع الحكومات الأجنبية من أجل خلق إرادة سياسية لوضع ممارسات تنظيمية فاعلة.
تقول كارول رياليني المديرة التنفيذية لشركة أوبوباي وهي شركة لدفع فواتير الهواتف الجوالة إنه في حين أن من بين 6.6 بليون شخص من سكان العالم يملكون هواتف خلوية غير أنه لا يملك حسابات بنكية سوى 1.6 بليون شخص. ومن هؤلاء هناك بليون شخص فقط يحصلون على خدمة مصرفية تقليدية كاملة.
وأشارت إلى ما وصفته بـ "سقف الصيرفة الطبيعي" قائلة إن من المحتمل أن المال الجوال يبلغ 10 ترليونات دولار كمدفوعات تجزئة و400 بليون دولار كتحويلات ترسل من الأصدقاء والعائلات في الخارج. وأضافت رياليني قائلة "أعتقد أننا سنغير الكوكب الأرضي خلال فترة خمس سنوات.
فقد بدأ الحال في بعض البلدان مثل كينيا والهند وما سترونه سيصبح كسريان النار في الهشيم حول العالم."
وشددت شاينور خوجا من شركة روشان لخدمات الهاتف الجوال في أفغانستان على أهمية التغيير الهاتفي الجوال في بلادها حيث قالت إن 17 مصرفا من أصل 34 بنكا تملك آلات الصراف الآلي وتخدم 3 بالمئة فقط من السكان.
وأشارت إلى أن ما يقدر بنسبة 23 بالمئة من إجمالي الناتج القومي الأفغاني يهدر على شكل رشاوى.
وأوضحت خوجا أن "بديل المال الجوال في أفغانستان هو التداول نقدا."
ولذا يتحتم على الناس أن يحملوا نقدا أو يحتفظوا بمبالغ كبيرة في الخزائن الحديدية، وعندما يتلقى العاملون أجورهم "يتعرضون للابتزاز من قبل من يريد ابتزازهم." وقالت خوجا إن نسبة 59 بالمئة من أهالي أفغانستان يشكون من الفساد والرشوة كمشكلة تفوق مشكلة الحصول على عمل ومشكلة الأمن."
وأضافت أن المال الجوال عدا عن أنه يضمن عقد صفقات مأمونة وشفافة يخفف من احتمالات السرقة والفساد ويمكن أن يخدم الأميين في أفغانستان وغيرها من خلال أنظمة التعرف الصوتي والبرامج التي تستطيع قراءة الرسائل النصية بصوت مسموع.
وقالت مينيكسي جنسر مؤسسة شركة مباي كونكت، وهي شركة تقدم خدمات استشارية للعملاء المهتمين بتقديم خدمات دفع الهواتف النقالة لزبائنهم إن الهواتف الجوالة يمكن أن تسهم أيضا في توفير أساس للأمن الغذائي.
وشددت على القول إن هناك الآن "حلقة مفرغة" في بعض البلدان النامية حيث الجفاف وقلة المحاصيل ستحطم المزارعين الذين يحتاجون إلى اللجوء عند ذلك والتركيز على ما لديهم من موارد متبقية لسد احتياجات أسرهم بدلا من إعادة الاستثمار في شراء البذور وغيرها من المواد اللازمة لإنتاج مزيد من المحاصيل.
والنتيجة هي انكماش الإمداد وارتفاع أسعار المواد الغذائية ما يؤدي أحيانا إلى عواقب تؤثر على الصحة مثل سوء التغذية وانتشار الإصابة بفيروس ومرض الإيدز نتيجة لاتجاه بعض المصابين إلى تجارة الجنس من أجل لقمة العيش.
وقالت جنسر إن الوصول إلى خدمات المال الجوال" والحصول عليها أساس هام جدا جدا" لكسر الحلقة المفرغة.
في كينيا حيث تعتمد نسبة 70 بالمئة من السكان على الدخل الزراعي عملت مؤسسة سينجينتا إلى استخدام تكنولوجيا الهواتف الجوالة لتأمين صغار المزارعين ضد الجفاف وغيره من الأحوال. فعندما يتلف المحصول يبدأ المشتركون في التأمين في تلقي دفعات تلقائية من التأمين عن طريق هواتفهم الجوالة.
وأضافت جنسر "إن التأمين يمكّنهم الآن من إعادة الاستثمار في زراعتهم – في الحصول على بذور جيدة وأسمدة لم يكونوا قادرين عليها لأنهم كانوا قلقين أصلا من أنهم إذا استثمروا أموالهم في مزارعهم فماذا يحصل في حالة حدوث جفاف ولا يستطيعون شراء غذاء؟" وقالت "فجأة يتم التحرر من تلك الحلقة المفرغة من خلال هذا التأمين المصغر."
وفي ختام المؤتمر قالت كارولين مولدن التي تعمل في مكتب وكيلة الوزارة أوتيرو إن المؤتمر شكل "بداية نقاش لنا" في وقت تسعى فيه وزارة الخارجية إلى الحصول على الخبرات والتوصيات الخاصة بكيفية توسيع وزيادة الوصول إلى المال الجوال حول العالم.
وقالت مولدن: إن هناك "تحالفا بين قوى ونجوم الأسواق" من شأنه أن يدفع صناعة المال الجوال إلى الأمام.
ثم إن حكومة الرئيس أوباما "مهتمة جدا بهذا العمل" وبالكيفية التي تعمل من خلالها على تقدم أولويات السياسية الأمريكية مثل الأمن الغذائي ومكافحة الفساد ومحاربة الفقر عالميا.
شكراً على الموضوع واصل تألقك