صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (سورة النحل 88)
على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس جميعاً مشتركين فى وحدة الخلق ووحدة البنية والتركيب ووحدة وظائف كيمياء الخلية فالناس جميعاً من لحم ودم وعظم ... أصلهم جميعاً من تراب ، ومع هذا التطابق والتشابه فى الخلق والصوت وشكل العظم والرائحة فقد انفرد كل منا فى تفاعله الكيماوي مع نفسه ، لينفرد ببصماته التى يحملها وحده دون سائر البشر.
وتعرف "البصمة" بصفة عامة بأنها ذلك الخاتم الإلهي الذي ميز الله تعالى به كل إنسان عن غيره بحيث أصبح لكل إنسان خاتمه (بصمته) المميزة له في الصوت والرائحة والعينين والأذن ... الخ.
أما "بصمة الإبهام" فهي الخطوط البارزة التى تحيط بها خطوط مختفية تأخذ أشكالاً مختلفة على جلد أطراف الأصابع والكفين من الداخل ، وهذه الخطوط تترك أثرها على كل جسم تلمسه ، وعلى الأسطح الملساء بشكل خاص.
وإن المثير للتأمل حقاً هو كيف تتنوع وكيف تتشكل البصمات ، بل كيف تتنوع وتتشكل الوجوه والأجسام وكيف تتباين الألوان والصفات ، فكلها آيات لله فى خلقه ...
ولست أقصد بالبصمة "بصمة الإبهام" فقط تلك التى تحدى الله تعالى بها البشر كافة حيث لا يمكن لبصمة الإبهام أن تتشابه أو تتماثل فى شخصين فى العالم حتى التوائم المتماثلة التى أصلها من بويضة واحدة "بلى قادرين على أن نسوى بنانه"سورة القيامة آية (4) ، لكن أقصد كل أنواع البصمات الأخرى التي تحدث عنها البحث أو التي لم يتحدث عنها.
تحدث البحث أيضاً عن "البصمة الجينية" تلك البصمة التى تلازم الإنسان طوال حياته ولا يمكن محوها أو التخلص منها بحال من الأحوال فهي تلازمك أخي المسلم حتى تُبعث بها من جديد بإذن الله تعالى يوم ينفخ فى الصور فيعود كل إنسان كما كان لم يتغير منه شئ بإذن الله الواحد القهار.
كما تناول البحث بالحديث (بصمة العين) ووضح أن هناك بصمة لقاع العين (الشبكية) وكذلك بصمة للقزحية وبصمة للانحراف الجنسي في العين ووضح أنه من المستحيل أن تتطابق بصمتان منهما حتى في نفس الشخص.
تعرض البحث للحديث عن "بصمة العرق" ذلك النموذج الغريب من البصمات والتى أشار إليها القرآن الكريم فى قوله تعالى " إني لأجد ريح يوسف" يوسف 94 فقد عرف الأب ابنه من رائحة قميصه .
أيضاً من أنواع البصمات التي تحدث عنها البحث "بصمة الصوت" فالأصوات كالبصمات لا تتطابق ، فكل منا يولد بصوت فريد مختلف عن الآخر حتى التوائم المتماثلة رغم تشابههما فى كل شئ إلا أن لكل منهم صوت يميزه عن الآخر وتعرض البحث لكيفية استخدام هذه البصمات فى الكشف عن الجريمة. وخُتم البحث بالحديث فى نبذة مختصرة عن بصمة الشفاة ، المخ ، الأذن.
إن الإنسان كله بصمات ، فبصماته توجد فى اليد والقدم والشفتين والأذنين والدم واللعاب والشعر والعيون وغيرها ... لقد كانت البصمة ولا تزال سراً من أسرار عظمة الله عز وجل فى خلقه ليثبت قوله. (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) (سورة النحل 88)
فما أعظمها من آية تؤكد قدرة الخالق !